
حكايات اطفال تونسة
تونس بلد صغير في شمال إفريقيا، لكنّها تحمل وزنًا ثقافيًا وتاريخيًا كبيرًا. تطل على البحر الأبيض المتوسط من الشمال والشرق، وتحدّها الجزائر من الغرب وليبيا من الجنوب الشرقي. عاصمتها تونس، مدينة تجمع بين التاريخ العريق والحداثة المتسارعة. عرفت تونس حضارات متعددة: من الفينيقيين الذين أسسوا قرطاج، إلى الرومان، ثم العرب، فالعثمانيين، وأخيرًا الاستعمار الفرنسي. هذا التنوع صاغ هوية تونسية مميزة، فيها من الغرب والشرق، ومن إفريقيا وأوروبا. استقلت تونس سنة 1956 وقادها الزعيم الحبيب بورقيبة نحو التعليم والتحديث. ثم عاشت مرحلة من الحكم الاستبدادي في ظل زين العابدين بن علي، انتهت بثورة 14 جانفي 2011، التي فجّرت الربيع العربي وأعادت تونس إلى واجهة التاريخ. اليوم، تعاني تونس من صعوبات اقتصادية واجتماعية، لكنّها ما تزال تحاول التقدّم وسط التحديات. ديمقراطيتها شابة وهشّة، لكنّ المجتمع المدني نشيط، والصحافة نسبياً حرّة، والشعب واعٍ بحقوقه. اللغة الرسمية هي العربية، لكن الفرنسية منتشرة، خصوصًا في الإدارة والتعليم العالي. الدارجة التونسية هي لغة الحياة اليومية، وتحتوي على مفردات من لغات متعددة، ما يعكس الانفتاح التاريخي لتونس. الاقتصاد يعتمد على السياحة، الفلاحة، والصناعات الخفيفة. إلا أن البطالة وارتفاع الأسعار من أبرز المشاكل. رغم ذلك، يظلّ التونسيون مرتبطين بأرضهم ومتمسكين بالأمل في غدٍ أفضل. تونس ليست فقط بلد الياسمين، بل بلد الناس الأحرار الذين كتبوا فصلًا جديدًا من تاريخهم بإرادتهم.