رواية في الساعة الأخيرة

بهذه الجملة بدأ ثابت كتابة مقاله في صباح اليوم التاسع من شهر إبريل من عام ألفين وإحدى عشر، وما إن شرع في الكتابة، حتى توالت الكلمات في سلاسة وترابط، لم يكن يتوقف للتفكير كثيرًا؛ فقد تشبَّع عقله بالأفكار قبل أن يقرر الجلوس أمام حاسوبه لتسطير هذه الأفكار، وتتابع ملء الصفحات بها، وعندما انتهى أخذ يقلب في الصفحات رجوعًا إلى الصحيفة الأولى، ثم رفع أصابعه من على لوحة المفاتيح، وأسند ظهره إلى المقعد الذي كان جالسًا عليه، وارتفع بنظره إلى سقف الغرفة، واضعًا يديه المتشابكتين فوق رأسه، وبينما هو على هذا الحال قرع أخوه باب الغرفة، وطلب الدخول، فسمح له ثابت، فدخل عبد القادر ممسكًا بساعة يد، وأخذ ينظر إليها ويريها لأخيه، كأنه يقدمها له دليلًا على التزامه بالقاعدة التي وضعها أخوه مساء اليوم السابق، فقد شدد عليه بضرورة الالتزام بهذا الأمر...