سيدي الحاج
كان ذلك إبان الحرب العالمية الأخيرة، وكنت يومئذ مستقرًّا في مكة المكرمة، أعاني شوقًا مبرحًا، وحنينًا عارمًا إلى الوطن والأهل والأصحاب. كانت أخبار الشمال الأفريقي شحيحة جدًّا؛ الرسائل نادرة، وحركة الحجيج منقطعة تمامًا عدا وفود صغيرة كانت تأتي على نفقة الحكومة في طائرة خاصة، وكانت هذه الوفود تجمع خليطًا عجيبًا من مختلف الطبقات والهيئات.
أقصوصاتٍ تنطقُ شخوصها بالنبض الواقعي للحياة؛ فالكاتب يستقي مادته القصصية من الدفتر الواقعي للحياة الإنسانية، ولا ينزع في هذه الأقصوصات إلى الخيال؛ ولكنه ينتزع من مختلف الطبقات نماذجًا حيةً انتخبها من بين أروقة المجتمع الذي يحيا فيه؛ لكي يمدَّ جسورًا وثيقة الصلة بجذور الواقع،