معَّاز الضيعة
رأسه كالبطيخة، وحول أنفه الأفطس بُثورٌ زرقاء كأنها طلائعُ الزِّنجار في ذلك الوجه النُّحاسيِّ المفلطح، عينان ثعلبيتان فوق شاربين كئيبين، مفركحٌ أفرمُ يلبس عبَاءةً برَّاقة ذاتَ كُمَّيْن دونَ الكوع، ليس يتخلَّى عن عصاه، أحيانًا يعرضها كالرمح، وطورًا يمدُّها فوق كتفيه تحني عليها الأصابع، ما رأيته يتعكَّز عليها إلا بعد وقعة الذئاب.
لو كانت حياة الإنسان خطًّا مستقيمًا، لكانت الولادة هي النقطة التي يبدأ منها هذا الخط، وكان الممات هو النقطة التي ينتهي إليها آخِره، وما بينهما هي الحكايات التي يحياها والوجوه التي يلتقيها. ولكن يا تُرَى أيَّ الحكايات يختار الإنسان ليحكي؟ وأيَّ الوجوه ينتقي ليتحدث عنها؟