نفِّخ نفِّخ
منذ ألف وتسعمائة وأربع وأربعين سنة وقعت حوادثُ قِصةِ الليلة، أَمَّا مكانُها فبيتُ لحم وضواحيها، وكان رعيان يحرُسون مواشيَهم، ويتحدَّثون عن شئون وطنهم المقهور، مسَّهم القُرُّ فخَصِرت أيديهم وأرجلهم، فأوقدوا نارًا قدَّام خيمتهم المنصوبةِ بينَ بيتِ جالا وبيتِ لحم، ثم عادوا إلى حديث مُلكهم المندثر لما استدفئوا، فعللوا النفس «بانتصار الأسد من سبط يهوذا».
لو كانت حياة الإنسان خطًّا مستقيمًا، لكانت الولادة هي النقطة التي يبدأ منها هذا الخط، وكان الممات هو النقطة التي ينتهي إليها آخِره، وما بينهما هي الحكايات التي يحياها والوجوه التي يلتقيها. ولكن يا تُرَى أيَّ الحكايات يختار الإنسان ليحكي؟ وأيَّ الوجوه ينتقي ليتحدث عنها؟