دموعٌ منْ رسائلِ الطائشةِ
رسائل هذه الطائشة إلى صاحبها، تُقرأ في ظاهرها على أنها رسائل حب، قد كُتبت في الفنون التي يترسَّل بها العشاقأنها تاريخ نفسٍ مُلتاعة لا تزال شعلة النار فيها تتنمَّى وترتفع، وقد فدحَتْها بظلمها الحياةُ؛ إذ حصرتْها في فنٍّ واحد لا يتغير، وأوقعتْها تحت شرط واحد لا يتحقق، وصَرَّفتها بفكرة واحدة لا تزالُ تخيب.
يرسم الرافعي كتابه هذا بريشة الفنان، ويُزيِّن معانيَه بحُلِيِّ البيان، ويلوِّنه بحسن الإيمان، فتتداخل الحدود بين العالم المادي وعالم الإنسان، فلا يدري القارئ أحقيقةٌ ما يقرؤه في هذا الكتاب أم خيال؟! أعقلٌ هو أم جنون؟! حقًّا، لقد أفاد الرافعي بما فاض به خاطرُه، وجاد به فكرُه، وسال به قلمه، فسطَّر مجموعةً رائعة من النثريات.