
كتب أندلسية
بلاد الأندلس هي الاسم الذي أطلقه المسلمون على شبه الجزيرة الإيبيرية بعد فتحها في القرن الثامن الميلادي. دخلها القائد طارق بن زياد سنة 711م، بجيش تابع للدولة الأموية، وحقق انتصارًا حاسمًا في معركة وادي لكة. أصبحت الأندلس لاحقًا مركزًا للحضارة الإسلامية في أوروبا الغربية. شهدت الأندلس ازدهارًا في العلوم، الطب، الفلك، الفلسفة، والآداب، وبرزت مدن مثل قرطبة، إشبيلية، وغرناطة كمراكز للعلم والثقافة. في عهد الدولة الأموية في الأندلس، خاصة في زمن عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر، بلغت قمة مجدها. امتزجت فيها الثقافات الإسلامية والمسيحية واليهودية، مما خلق مجتمعًا متنوعًا ومتسامحًا نسبيًا. كان التعايش موجودًا، رغم بعض التوترات، وساهمت هذه البيئة في نهضة فكرية تركت أثرًا في أوروبا. مع مرور الوقت، ضعفت الدولة الأموية وتفككت إلى دويلات الطوائف، مما فتح الباب أمام الممالك المسيحية في الشمال لبدء حروب الاسترداد. سقطت غرناطة، آخر معاقل المسلمين، عام 1492م بيد الملكين الكاثوليكيين. بذلك انتهى الحكم الإسلامي في الأندلس، لكن إرثها ما زال حيًا في العمارة، اللغة، والموسيقى الإسبانية.