مهاجرة
فرنسيس ابن بيت توارث مشيخة الصلح منذ نشأة المتصرفية، أحبَّ «هدلا» فزاحمه عليها الكثيرون من شباب القرية، فغلبهم ولم يثبت له في الميدان غير شبَّان غرباء من أبناء وجوه البلاد، فوجدوا لهم أنصارًا من المقهورين الحانِقِين، فَانْشَقَّتِ الضيعة حزبين، أَخذ أبو هدلا حذرَه فكان يزرب خيول «الساهرين» عند بنته في القبو، ويشك المفتاح في زناره مُظهِرًا نصفه، كأن لسان حاله يقول لأَنصار فرنسيس: المفتاح تحت زنادي، فلا تحلموا بجز أَذناب الخيل ونواصيها …
لو كانت حياة الإنسان خطًّا مستقيمًا، لكانت الولادة هي النقطة التي يبدأ منها هذا الخط، وكان الممات هو النقطة التي ينتهي إليها آخِره، وما بينهما هي الحكايات التي يحياها والوجوه التي يلتقيها. ولكن يا تُرَى أيَّ الحكايات يختار الإنسان ليحكي؟ وأيَّ الوجوه ينتقي ليتحدث عنها؟