
الساعة التاسعة من الليل
في حُجرةٍ حقيرةٍ من حُجَرِ دير الرَّاهبات خادمات المرضى في مدينة فينة، وفي تلك الحجرة راهبة تُصارِعُ الموتَ ويصارعها وتُنازله ويُنازلها، وحول مرقد هذه الرَّاهبة التي صارت على مقرُبَةٍ من هوَّة الأبديَّة جُملة من الرَّاهبات الزَّاهدات راكعات يصلِّينَ سِرًّا …
كان الكاهن الذي أودعته تِلكَ الرَّاهبة المنازعة آخر ما فِي نفسها من الأسرار يعظها في ساعتها الأخيرة المهيبة قائلًا: «تشجَّعي أيتها الأخت العزيزة، فإنَّ الإكليل المعدَّ للنُّفوسِ الكريمةِ إنما ينتظركِ فوق في السماء … إنَّ الله قد قبل الضحيَّة التي قدمتِها له بمروءةٍ وشهامةٍ وشجاعةٍ، وسيقبل أيضًا صلواتك وتقدمة حياتكِ فدى الأشخاص الأعزاء لديك.»