حديث الابنةِ وأمُّها
بعد هذا الحديث بين الابنةِ وأُمِّها بقِيت الأمورُ على أحوالها في الدَّار القنصلية مُدَّة شهرٍ كاملٍ، أما البارون «دي لينس» فلم يزل يتردَّدُ إلى غُرفة وردة يقضي فيها الساعات الطويلة، وكان جعلها كمتحفٍ جمع فيه كلَّ ما أصابه من حوائج خطيبته، فنظَّمه فيها تنظيمًا حسنًا.
وكانت «سوسنة» تُحاولُ أن تضمِّدَ جراح قلب البارون، إلَّا أنَّ مساعيها كانت تذهبُ سدًى. .. أمَّا الأمُّ فبقيت زمنًا طويلًا وهي لم تجسر أن تُعلِم أحدًا بما أوحت إليها ابنتها، وفي آخر الأمر أفشتْ سرَّها لزوجها القنصل آملةً أنه بدرايته وحذقه يدبِّرُ كلَّ شيءٍ على أحسنِ طريقةٍ، فما علم القنصل بحقيقة الأمر حتَّى رأى لهذه الحالة الحرجة مناصًا.