
مساء أيَّام الخريف
هنري لامنس
ترجمة
:
أنطون شحيبر
لمَّا كان مساء بعض أيَّام الخريف كنت ترى الشمس عند أُفولها ترمي بأشِعَّتِها الأخيرة على بيروت، وتكسو قمم لبنان بحللٍ بهيَّةٍ تخالها من لونِ الورد والأرجوان، وكان في المرفأ عدَّة سُفُن من كبار البواخر تهتزُّ أعطافها لحركَةِ مياه البحر تُثيرُها الرِّيحُ الشمالية.
أداء صوتي :
هدير ماهر
كان على باب المسيو «ب» عربتان ركب إحداهما القنصل الجنرال وزوجته المتردِّية بملابسِ الحدادِ مع خادمٍ وجاريةٍ، أمَّا الأُخرى فأصعدوا فيها رجلًا كهلًا فاقد الرشد ممسوسَ العقل، جلس على جانبيه لمناظرته طبيبٌ وفتاةٌ يحجبُ اصفرارَها برقعٌ أسود، والمصاب ببصيرته كان البارون «دي لينس» نفسه، وأمَّا الفتاة فكانت «سوسنة» ابنة القنصل «ب».
استماع :
5